روما-المؤتمر العالمي لإيران الحرة 2025

 

مهدي رضا –

مريم رجوي ترسم مساراً نحو جمهورية ديمقراطية
لا للحرب، لا للاسترضاء، التغيير فقط بید الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة
روما، 31 يوليو 2025 — اجتمعت اليوم في روما المؤتمر العالمي الثالث لإيران الحرة، حيث حضرها زعماء سياسيون من مختلف الدول، أعضاء برلمانات، ناشطو حقوق الإنسان، ومغتربون إيرانيون، في دعوة موحّدة لتغيير النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية في إيران.
من بين الحضور البارزين: تشارلز ميشيل، الرئيس الأسبق لمجلس الاتحاد الأوروبي؛ ماتيو رينزي، رئيس وزراء إيطاليا الأسبق؛ ميشيل أليو ماري، وزيرة فرنسا للشؤون الخارجية والدفاع والداخلية والعدل سابقاً؛ جيمس كليڤرلي، وزير الخارجية والداخلية البريطاني الأسبق؛ رودي جولياني، عمدة نيويورك الأسبق؛ إنغريد بيتانكور، مرشحة الرئاسة الكولومبية السابقة؛ والسفراء الأمريكيون ستيفن راب وكارلا ساندز؛ بالإضافة إلى أعضاء من البرلمان والمجلس الإيطالي، وممثلي الجاليات الإيرانية في إيطاليا.
افتتح المؤتمر السيناتور والوزير الإيطالي الأسبق للشؤون الخارجية جوليو تيرزي، قائلاً: “منذ تأسيس النظام الإيراني عام 1979، كان نظاماً إرهابياً يستخدم الإعدامات كوسيلة قمع. عام 1988 كان أحد أحلك الفصول في تاريخ إيران والإنسانية. لقد حان وقت إنفاذ العدالة أخيراً. يجب وضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب فوراً، ولا ينبغي أن يكون لهذا النظام أي مكان في المجتمع الدولي. الخيار الثالث هو الحل الوحيد الممكن لإيران: لا الشاه ولا الملالي؛ يجب أن يأتي التغيير عبر مقاومة الشعب الإيراني. التواطؤ مع النظام خيانة لحقوق الإنسان. مطلبنا الوحيد هو ألا يقف أحد مع هذا النظام.”
في كلمتها الرئيسية، ألقت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، رسالة مفعمة بالأمل والدعوة إلى التحول الديموقراطي. قالت: “اليوم، تقف بلادنا على أعتاب تحول عميق. هذا التغيير يُشكّله الشعب الإيراني ومقاومته — حركة على امتداد البلاد، ضحت بأكبر التضحيات، بما في ذلك 100,000 شهيد، ومع خارطة طريق واضحة ورؤية، تمهد لبزوغ فجر الجمهورية الديمقراطية في إيران.”
وأكدت أن مقاومة الشعب الإيراني ليست ردة فعل على الطغيان فحسب، بل قوة فاعلة من أجل التجديد الديمقراطي. وأضافت: “هذه الحركة تعرضت للسقوط مراراً، لكنها مثل طائر الفينيق، دائماً تنهض من رمادها.”
كما أدانت النظام الشاه السابق والنظام الديني الحالي، قائلة: “الآن، وبعد عقود من المعاناة الكبيرة التي تحملها الشعب الإيراني — من إعدامات، ومجازر، وحتى جرائم إبادة جماعية — استغل بقايا نظام الشاه الفرصة، معتقدة أنه مع اقتراب نهاية الديكتاتورية الدينية، يمكن تمرير عباءة الاستبداد مرة أخرى إلى الملكية. لهذا يبحث ابن الشاه بيأس عن الحرس الثوري للنظام.” وأردفت: “نحن أمام مفارقة تاريخية: من الشاه إلى الملالي، والآن من الملالي إلى الشاه. لكن الواقع أن مسيرة الزمن لا تسمح بالعودة إلى الأمس. لا أحد يعود إلى الأمس. ولهذا الغد لنا، ونحن لأجل الغد.”
وأوضحت أن المجلس منذ المرحلة الأولى لكتابة الدستور طلب إقامة جمهورية جديدة — ليست عودة لأنظمة الشاه أو الملالي، ولا إصلاحات تجميلية أو تغيير أسماء تحت أي غطاء — وحدّد بوضوح الفارق بين نفسه وبين كل من الشاه والملالي الذين كانا بعيدين كل البعد عن الديمقراطية، وتجربتهما مرّت على الشعب الإيراني خلال قرن.
قدمت رجوي خطّة المجلس للانتقال السلمي إلى الديمقراطية، والتي تشمل تشكيل حكومة مؤقتة، وإجراء انتخابات خلال ستة أشهر، وتشكيل جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد. وأكدت الالتزام بحكم مدني علماني، والمساواة بين الجنسين، وحقوق الأقليات العرقية، وعلاقات سلمية مع الدول المجاورة.
وشدّدت قائلة: “لم نطلب أبداً سلاحاً أو دعماً مالياً من أي جهة. ما نطلبه هو من المجتمع الدولي أن يعترف بحق الشعب الإيراني في مقاومة الديكتاتورية.”
اختتمت برسالة عن اقتراح تشكيل جبهة التضامن الوطني، التي ترتكز على ثلاثة مبادئ أساسية:
1. توحيد القوى الملتزمة بإقامة جمهورية ديمقراطية مستقلة.
2. رفض قاطع للنظام الديني، وحكم ولاية الفقيه، وجميع الفصائل المرتبطة به.
3. تأسيس الجبهة على مبدأ فصل الدين عن الدولة.
وقالت إنه في إطار هذه الجبهة الوطنية، “يُمْكِن ويجب أن نتحد رغم كل الاختلافات — باسم إيران، من أجل مصالح الشعب الإيراني العليا، وتحت علم إيران الموحد.”

تحدث بعدها تشارلز ميشيل قائلاً: “روح المقاومة في إيران — من الشوارع إلى القرى، ومن أشرف3 إلى أنحاء العالم — أقوى وأعلى من أي وقت مضى. الصمت فقط يُجرّئ المجرمين، لكنكم ما زلتم ترفعون أصواتكم لأنكم لن تستسلموا.
النظام الديني يخافكم، لأنه يعرف أنكم منظمون وموثوقون وتمثلون المستقبل. لا يمكن أن نُخوَّف، ولا ندفع فدية. ليس هذا تدخلاً أجنبياً؛ بل دعم لحق الشعب الإيراني في تقرير مصيره. نساء إيران هن قوة التغيير، وأحترم قيادتكن وصمودكن ونزاهتكن — وكذلك مريم رجوي. خطة العشرة نقاط ترسم طريقاً واضحاً من الديكتاتورية إلى الديمقراطية: من أجل المساواة، والعدالة، وإيران بلا نووي، وسلام مع الجيران.”
كما أكدت ميشيل أليو ماري: “الشعب الإيراني وحده من يقرر مستقبله، ويستطيع بناء حكومة يثق بها عبر انتخابات حرة. سيدة الرئيسة، أعرف برنامجك، وقد فقدتِ آلاف أصدقائك، وقد زرت أشرف3. كما قالتِ: حيث توجد أمل، هناك طريق.”
وتبعت كلمات مماثلة من رودي جولياني، ماتيو رينزي، جيمس كليڤرلي، سناتور لوسيو مالان، وغيرهم من البرلمانيين الأوروبيين والأمريكيين، حيث شددوا على ضرورة تصنيف الحرس الثوري منظماً إرهابياً، ودعم خطة مقاومة الشعب الإيراني لخيار التغيير، والرفض القاطع للاسترضاء والمساومة، مع الإشادة بدور الشباب والنساء الإيرانيين والمقاومة المنظمة من الداخل والخارج.
كما تضمنت القمة عرض فيديوهات لوحدات المقاومة داخل إيران، أكّدت فيها استمرار العمل حتى إسقاط النظام واستعادة الحرية للشعب الإيراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى