خمسون سنة كانت لغة الأرقام التي حُسمت فيها مغربية الصحراء

 

✍️ ثريا بن رحو

خمسون سنة مرت على استرجاع الأقاليم الجنوبية، نصف قرن من البناء والإنجاز أثبت أن التنمية الميدانية أقوى من كل الخطابات، وأن لغة الأرقام أصبحت الحجة القاطعة التي تُكرّس مغربية الصحراء على أرض الواقع.
منذ سنة 1975، انخرط المغرب في مسار تنموي غير مسبوق في أقاليمه الجنوبية، مستندًا إلى رؤية ملكية واضحة تجعل من الإنسان محور كل السياسات العمومية. فخلال هذه العقود، تحوّلت مدن العيون والداخلة والسمارة إلى مراكز حضرية حديثة، تحتضن مشاريع استراتيجية في مجالات البنية التحتية، والطاقات المتجددة، والصيد البحري، والسياحة، والتعليم العالي.
الأرقام تتحدث بوضوح: معدلات النمو الاقتصادي في الصحراء تفوق المعدل الوطني، ونسب البطالة تشهد تراجعًا ملحوظًا، كما أصبحت المنطقة قبلة للاستثمارات الوطنية والدولية، بفضل الاستقرار والأمن والمشاريع الكبرى مثل ميناء الداخلة الأطلسي والطريق السريع تزنيت–الداخلة.
سياسيًا، تحوّل الموقف الدولي بشكل متدرّج لصالح المملكة، مع تنامي عدد الدول التي فتحت قنصلياتها في العيون والداخلة، تأكيدًا على دعمها لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط كحلّ واقعي وذي مصداقية.
خمسون سنة إذن كانت كافية لتُثبت أن السيادة لا تُحسم بالخطابات ولا بالمرافعات فقط، بل بالعمل الميداني، وبالنتائج الملموسة التي تغيّر حياة المواطن. فحين تتحدث لغة الأرقام، يصبح الواقع هو البرهان، وتتحول الصحراء من قضية نزاع إلى قصة نجاح مغربية متواصلة.
وهكذا، تُؤكد تجربة نصف قرن أن مغربية الصحراء ليست شعارًا سياسيًا، بل حقيقة تنموية وإنسانية راسخة، تكتبها الأرقام كل يوم بلغة لا تقبل التأويل.
بقلم ثريا بن رحو .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى