سقوط الاقنعة: امريكا جماعة الاخوان في لبنان والاردن ومصر في مرمى التصنيف الارهابي

عين اخبار الوطن

بقلم احمد فتحي | Original Article in English

American Television News

“Clear Voices. Global Impact”


في لحظة يمكن وصفها بانها “افاقة متاخرة جدا ولكن مقبولة”، قررت الولايات المتحدة ان تتوقف عن التظاهر بعدم شم رائحة الحريق الاتي من سردية جماعة الاخوان الممتدة منذ قرن. ففي 24 نوفمبر، وقع الرئيس دونالد ترامب امرا تنفيذيا يوجه الاجهزة الامريكية لبدء عملية تصنيف فروع الجماعة في لبنان والاردن ومصر كمنظمات ارهابية.

 

نعم، بعد سنوات طويلة من المجاملات الدبلوماسية والابتسامات المصطنعة، اكتشفت واشنطن فجاة ان “الانشطة الخيرية” و”الحراك المجتمعي” و”الاصلاح السياسي” ليست الا اغلفة انيقة لمتحف ضخم من الشبكات المتطرفة.لا باس… المهم انها وصلت، ولو بعد تاخير مدته 100 عام.

 

الامر التنفيذي: اكتشاف امريكي مثير للسخرية لما يعرفه الجميع

الامر التنفيذي يوجه وزارة الخارجية والخزانة لتحديد—خلال 30 يوما فقط—ما اذا كانت هذه الفروع تستحق التصنيف كمنظمات ارهابية.تلميح صغير: طبعا تستحق.

 

وتشير الوثيقة الى مشاركة الجناح العسكري للاخوان في لبنان مع حماس وحزب الله باطلاق الصواريخ بعد هجمات 7 اكتوبر 2023، ودعوات قيادات الاخوان في مصر للعنف ضد شركاء الولايات المتحدة، ودعم الاخوان في الاردن لحماس.ومن لم يكن يعرف هذا من قبل؟على ما يبدو: واشنطن.

 

امريكا وفجاة… تكتشف حاسة الشم

لسنوات طويلة، اتقنت جماعة الاخوان تشكيل نفسها كنسخة “معتدلة” من نوادي الخدمات الاجتماعية، بينما كانت في الواقع شبكة سياسية—امنية—اعلامية مترابطة.اما الولايات المتحدة فكانت تراقب بصمت…حتى اليوم.

 

تسمية لبنان والاردن ومصر بشكل صريح تعني ان الضباب انتهى، وان الضوء الابيض القاسي يضرب مباشرة في الوجوه.

 

عام 2026: اوروبا تتوقف عن لعب دور “الام المتسامحة”؟

ورغم ان امريكا كسرت حاجز الانكار، لا تزال اوروبا تمضغ نظرياتها القديمة حول “التعددية السياسية” و”الحرية الدينية” بتثاقل.لكن داخل الغرف المغلقة، بدا البعض يهمس:عام 2026 قد يكون عام خلع القفازات الاوروبية.

فالاجهزة الامنية في عدة عواصم بدات تتساءل:هل هذه “الجمعيات الثقافية” مجرد واجهات دعوية؟ام مخازن ايديولوجية مغسولة جيدا للمستهلك الغربي؟

 

قطر وتركيا… اللعبة تصبح اقل راحة

ولان المشهد لا يكتمل دون ضيوفه الكبار، تاتي قطر وتركيا—الممول والمضيف والمعين الرسمي للاخوان—لتجلسا الان تحت الضوء الامريكي المتوهج.

لسنوات طويلة، قدمتا:• تمويلا• ملاذا سياسيا• منصة اعلامية• ودعما لوجستيا من النوع “الممتاز”

لكن مع تشغيل الكشاف الامريكي، ستتحول هذه الضيافة “الاستراتيجية” الى موضوع تدقيق… وربما تحقيق… وربما صداع دبلوماسي مستمر.مرحلة “الدعم الانساني” لن تنفع، ولن تنقذ احدا من الاسئلة الثقيلة التي ستاتي من واشنطن… وربما من بروكسل ايضا.

 

الخلاصة: الاقنعة تتساقط، والمسرحية اقتربت من النهاية

هذا الامر التنفيذي لا يغير قواعد اللعبة فحسب—بل يمزق المسرحية بالكامل.فجاة، اصبح العالم يرى ما كان يشاهده منذ عقود: شبكة عابرة للحدود، متعددة الاقنعة، لكن بنواة واحدة.

 

ومع استهداف فروع لبنان والاردن ومصر، ومع بداية تغير المزاج الاوروبي، ومع دخول قطر وتركيا في بؤرة الضوء…يبدو ان الفصل الاخير من قصة الاخوان قد بدا.

المشاهد مستمر…لكن البطولة هذه المرة ليست لهم.والنهاية؟اصبحت اقرب بكثير مما يتوقعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى