تدمير ميناء المخاء التاريخي وفينومينولوجيا الخراب الحوثي ،

✍️ مصطفى محمودـــــاليمن

يمارس الحوثيين تدميرا استراتيجياً يهدف الى تحقيق القتل الروحي الذي ينهي أصالةَ الحياة إلى سرابٍ، من شأنه يولد داخل كل يمني إحساس مميت بإظهار الوجود في حالة عدم، فالخراب والعدم يتقاطعان لحظة الضياع الروحي لمعاني الإنسان. فعندما يمارس الحوثيون القتل والتدمير فأنهم لايحققون ضياع اليمنيين وحسب بل ايضاً يتركون بداخلهم رعبا مستفحلاً،

لقد عملت السطله المحليه بمحافظة تعز والمقاومه الوطنيه في الساحل الغربي شهوراً طويله وبأمكانيات محدوده من اجل تأهيل ميناء المخاء التاريخي ، لكن الحوثيون قاموا بتدميره ، قبيل افتتاحه بيوم واحد اطلقوا صاروخا بالستياً دمر الميناء بشكل كلي ود مروا معه فرحة ابناء المخاء والمناطق المجاوره ، وبساعه واحده دمر الحوثييون ماتم بناه لشهور طويله من قبل السلطه المحليه والمقاومه الوطنيه في الساحل الغربي ،، اعتقد ان الكثيرون من المحللين سيرجئون قصف الحوثيين لميناء المخاء دوافعه سياسيه ولايمكن لهم ان يتصوروا ان غاية الحوثي القصوى تحقيق الدمار بحد ذاته، وإن ظهر للمحللين اسباب اخرى فهي ثانويه ،
إذ ان الخراب عقيدة حوثيه ضاربه جذورها في بنية الفكر السلالي الذي تبناه الحوثي وهي عقيدة محميه داخل كهوف نصوصها وخطاباتها المقدسة.

لقد تم تأهيل ميناء المخاء ليستوعب مايقارب الف وخمسمائة عامل و عامله كمرحله اولى وكل فرصه عمل في الميناء تعني إعالة اسرة متوسط افرادها خمسه،
وبمعادله رياضيه قصف المينا ء يساوي تدمير حياة خمسه مليون مواطن يمني وحرمانهم العيش الكريم داخل وطنهم ، ناهيك عن حرمان المحافظه من التنميه التي ستساهم فيها ايرادات الميناء

ان الخراب والدمار في نه الحوثيين ليس مُعطى مادياً ولا وضعاً ثابتاً لأنَّه لا منطقَ له. وانما ظاهرةُ احتضارٍ خلال الغسق الثقافي للسلاليين .الذي وصفه ابن خلدون بجملة واحده “إذا تغلَّب العرب على أوطان أسرَعَ إليه الخرابُ ” ولا يخلو ذلك من نفس الوسائل بالنسبة لجماعة الحوثي السلاليه . لأنها امتداد لجرائم سبعون اماما سلاليا خلال الف عام وورثت أبعاد الثقافة الاجراميه التدميريه ومارست المفاهيم نفسها تجاه حضارة اليمنيين،

الخراب أثر زماني ومكاني فاجع ، يمارسه الحوثي بحق المجتمع اليمني كالعهر الظاهر. فلا ينفصل عن صورةٍ هو تاركها بشكل مزرٍ ،.اغرق اليمن ارض وانسان في مستنقع الدم والدمار والدموع ، فالمدن اليمنيه أصبحت أحدى صور الموت. لا يوجد سوى نعيق الدم المراق بلا إنسانية.،

والخلاصه لن يكف الحوثي عن قتلنا وتدميرنا واحدا تلو الاخر حتى ينهي وجود انسانيتنا وكرامتنا واذا لم نعي خطورة شتاتنا ونتجاوز خلافات الماضي بشجاعه ووطنيه لنكسب الحاضر والمستقبل، سوف نخسر المستقبل .قبل الحاضر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى