لايتخلّى العالم إلا عمن يتخلّى عن قضيته

مصطفى محمودـــــــــاليمن
سيبقى الحوثي ومليشاتة السلاليه يسيرون في طريق نهايتها مسدودة مهما فعل، لن تنقذه لا إيران ولا عمان ولا حزب الله ولكنهم يساهمون جميعا، بالعكس، في إضعاف مركزه بشكل أكبر بمقدار ما يسخّرون بقاءه لانتزاع مزيد من المصالح على حساب الشعب اليمني . والجميع يعرف أن الحوثي ورط الهاشميين إلى الأبد، ولن يستطيع أحدٌ بعد ذلك تأهيلهم ، حتى لو أراد ذلك، فهم غير صالحين للحكم، كما أن سلطتهم لا تملك أي أساس للبقاء.
هذا يعني أن الصراع سوف يبقى مفتوحا، ولن يتحقّق أي سلام، ولن يكون هناك استقرار، ولا حل لمشكلات الدمار والخراب والفقر والبؤس الذي عم البلاد من دون تحرير اليمن من المليشيا الكهنوتيه وتلبية تطلعات اليمنيين والاعتراف بحقوقهم وبناء الدوله المدنيه الحديثه التي لا تقبل التصرّف،
ولن يعمل مرور الوقت إلا على تفاقم أزمة مليشيا الحوثي وسلالته وتفسخها وتنامي إرادة الشعب الغارق في المحنة إلى التحرير
ومن هنا، ينبغي علينا أن نقلص من رهاننا على التدخلات الأجنبية ، ونرفع من درجة انخراط شعبنا في معركته من أجل التحرر وبناء الدوله والتنمية الإنسانية. ما يعني أيضا أن نعمل على وحدة الصف الوطني الجمهوري بين القوى والاتجاهات الوطنيه القوية فيه، ونشجّعها على أن تعمل مع بعض على قاعدة الندّية وإقامة علاقات متوازنة ومصالح متبادلة بدل القاعدة الحاليه التي تقوم على الخلافات والصراعات والاقصى ،وتسول الدعم الاقليمي والدولي وقبول الفوقية وسياسة الأمر الواقع، كما استقرّ عليه وضع ثمان سنوات من الحرب، حينها سوف يدرك الساسة الغربيون في الولايات المتحدة وأوروبا أنهم عندما يتقدّمون في هذا الاتجاه لا يحتاج الغرب إلى قواعد عسكرية، ولا الرهان على الطغم السلاليه المليشاويه لتفتيت اليمن وتقسيمه من أجل الحفاظ على مصالحه وتطويرها، وسوف يكون من الأسهل عندئذ الوصول إلى تعاون بناء، كما هو الحال اليوم في العلاقات بين دول ديمقراطية تحترم جميعها مصالح شعوبها.
والمهم، ألا نتقاعس في تحمّل مسؤولياتنا وألا نترك لدول الاقليم ولا للمجتمع الدولي، مسؤولية تحقيق ما علينا واجب إنجازه. وأنه حان الوقت كي نأخذ أمورنا على عاتقنا، وأن نتحمّل مسؤولياتنا الفردية والجماعية. وأن ندرك أن الغائب الوحيد، والذي لا يمكن التوصل إلى حل من دونه كان، منذ البداية، ولا يزال إلى اليوم، الشعب المؤهل والمنظم. وإذا كانت الاحزاب قد فشلت في تحقيق هذه الغاية بسبب الضعف البنيوي وفقر الدم والفكر الذي ميز الأحزاب والحركات السياسية في ظل الايديولوجيه وثقافة الاقصى فإن الساحة أضحت اليوم مفتوحةً أمام جيل جديد من اليمنيين الذين تحرّروا على الرغم من كل شيء، من رهاب المليشيا الحوثيه السلاليه وجاهزية الحلول الخارجية أو الدولية، وأصبح أكثر قدرة على المحاكمة السياسية والمشاركة على قدم المساواة مع أبناء الشعوب الأخرى في التفكير في إدارة الشؤون الإنسانية. وعليه، تقع اليوم مسؤولية إعادة تنظيم صف القوى الوطنيه وقيادة المرحله . والمهم أن نؤمن أننا لا نهزم عندما نخسر معركة ، ولكن عندما نيأس من تجاوز آثارها



