حملة اعتقالات جديدة ضدهم في إيران.. من هم البهائيون؟

عين اخبار الوطن – متابعة
“البهائية دين سماوي مستقل بذاته.. هي وحي من عند الله، فالدين الإلهي متدرج، يتماهي مع نضج البشرية والإنسانية” بهذه العبارة، لخص الباحث والناشط البهائي التونسي، محمد بن موسى، البهائية في حديث سابق لقناة الحرة.
ظهرت البهائية في إيران في منتصف القرن الـ19 على يد ميرزا حسين علي نوري، المعروف باسم “بهاء الله”، كديانة توحيدية مستقلة عن الديانات السماوية الثلاث.
من مبادئ البهائية الرئيسية، الوحدة الأساسية لجميع الأديان ووحدة البشرية، إذ يعتقد البهائيون أن جميع مؤسسي الديانات الكبرى في العالم “كانوا تمظهراً من تمظهرات الإله، ورسلا ينفذون خطة إلهية مشتركة في الكون”.
يعتقدون أيضا أنه رغم الاختلاف الظاهري بين الأديان الكبرى، إلا أنها تتقاسم الجوهر والمغزى نفسه، وهذا ما حاول “بهاء الله” القيام به عبر تغليب الوحدة على الانقسام.
منذ ظهور هذه الديانة، انتشرت في معظم بلدان العالم، إذ تقدر بعض الإحصائيات أعداد معتنقي البهائية بحوالي ستة ملايين شخص عبر العالم، وهم من مختلف الثقافات والأعراق.
ما هي البهائية؟
الديانة البهائية هي أصغر ديانة في العالم، نشأت في بلاد فارس (إيران) في عام 1844.
يعتقد البهائيون أن مؤسس الدين البهائي، بهاء الله (1817-1892)، هو الأحدث في سلسلة رسل الله الذين يشملون، إبراهيم، وموسى، وكريشنا، وبوذا وزرادشت، ويسوع المسيح، ومحمد نبي الإسلام.
مبادؤها وهيكليتها
تُدار شؤون الجامعة البهائية من خلال منظومة من المؤسسات ولكل مؤسسة مجال عمل محدد ومعلوم، أبرزها بيت العدل الأعظم.
أصول هذا النظام المعروف بـ”النظام الإداري البهائي” موجودة في الآثار الكتابية لبهاءالله، وفق الجامعة نفسها.
تمنح سلطة التشريع في الأمور غير المنصوصة لبيت العدل الأعظم.
الموضوع الرئيسي لرسالة بهاءالله هو أن الإنسانية هي عرق واحد “واليوم حان الوقت لتوحيدها في مجتمع عالمي واحد”.
تُذلّل البهائية الحواجز التقليدية للعرق والطبقة والعقيدة والأمة، بهدف الوصول إلى حضارة عالمية واحدة.
ديانة البهائيين، تشجعهم على القيام بدور كامل في الحياة المجتمعية والحفاظ على مستويات عالية من السلوك الشخصي النبيل.
يذكر أن الاعتقاد السائد هو أن نشأة الدين البهائي كانت من خلال “رسالة أوكلها الله إلى مبعوثين إلهيين هما حضرة الباب، وحضرة بهاءالله” وفق تعريف الجامعة العالمية للبهائية.
والوحدة التي تميز اليوم الديانة التي قاما بتأسيسها تنبع من توجيهات وضعها بهاءالله لضمان استمرارية الهداية والإرشاد بعد صعوده إلى الرفيق الأعلى.
هذه السلسلة المتعاقبة والتي يُشار إليها بالعهد والميثاق، انتقلت من بهاء الله إلى ابنه عبدالبهاء، ومنه إلى حفيده شوقي أفندي، ثم إلى بيت العدل الأعظم المنصوص عليه من قبل بهاء الله.
والبهائي يؤمن بالمكانة المقدسة الإلهية للباب وبهاءالله والمعينين من بعدهما.
الكتاب الأقدس
تقول الجامعة البهائية إن الكتاب الأقدس، الذي تقوم عليه الديانة البهائية، نزل باللغة العربية من قلم بهاءالله وهو جوهر ولب الآثار البهائية الكتابية، ويشتمل على الحدود والأحكام والنصائح الأخلاقية، وأسس تشييد مؤسسات تعمل على إيجاد نظام عالمي مبني على مبادئ روحانية وأخلاقية.
“إنه أحد آثار حضرة بهاءالله الغزيرة التي تؤلف ما لا يقل عن مائة مجلد لو جمعت، وتمس مواضيع شتى كالأحكام والمبادئ المتعلقة بسلوك الفرد والحكم والمجتمع، والكتابات العرفانية في رقي الأرواح ورحلتها الأبدية نحو الله بارئها” وفق ما جاء في تعريف الكتاب الأقدس.
وتعتبر الآثار الكتابية المتعددة للباب، وألواح عبدالبهاء وتفاسيره ورسائل شوقي أفندي وتفسيراته مصادر مقدسة بالنسبة للبهائيين.
علاوة على ذلك فإن البهائيين يعترفون بالكتاب المقدس والقرآن الكريم والكتب المقدسة لسائر الأديان السماوية الأخرى على أنها آثار مقدّسة.
البهائيون في إيران
هم أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران “يتم اعتقالهم واحتجازهم وسجنهم بشكل روتيني” وفق الجامعة البهائية العالمية.
وفي حين تكفل الجمهورية الإٍسلامية ذات الغالبية الشيعية، للعديد من الأقليات الدينية حرية ممارسة المعتقدات، حظرت الديانة البهائية وتعتبر أتباعها “مهرطقين”، وغالبا ما وجهت إليهم اتهامات بالارتباط باسرائيل، عدوها الإقليمي اللدود.
والهرطقة هي صفة تلقى على من يغير عقيدته، وقد تعني أيضا “الزندقة”.
والأربعاء، قالت الجامعة العالمية للبهائية إن ما يصل إلى 60 شخصا أوقفوا في إيران خلال الأسابيع الأخيرة، وأشارت في بيان إلى وقوع 180 حادثة أخرى تشمل استجوابات ومضايقات.
وأوضحت أن من بين الموقوفين، رجل يبلغ تسعين عاما، والذي سبق له أن أمضى عشرة سنين في السجن.
في إيران، يمنع البهائيون من تولي وظائف حكومية، ودائما ما تُغلق متاجرهم ومؤسساتهم أو يتعرضون للتمييز من قبل المسؤولين على جميع المستويات.
فالشباب البهائيون ممنوعون من الالتحاق بالجامعة، والمعلمون المتطوعون منهم الذين سعوا إلى سد هذه الفجوة، يتم اعتقالهم وسجنهم باستمرار.
هذا الاضطهاد المنهجي، المستمر منذ الثورة الإيرانية عام 1979، اشتعلت فيه حملة التحريض على الكراهية ضد البهائيين في وسائل الإعلام الرسمية.
وعلى الرغم من أن هذه الحملة لم تستطع تحقيق التفاف جميع الإيرانيين، إلا أنها تسببت بسلسلة من الهجمات العنيفة على البهائيين وممتلكاتهم، بما في ذلك حملة واسعة لتخريب أو تدمير مقابر تعود لهم.
ولأن البهائيين الإيرانيين غير قادرين على التحدث على المستوى الدولي، يعمل مكتب الجامعة البهائية العالمية، كمنفذ رسمي للمعلومات حول وضع البهائيين الإيرانيين.
وتسعى ذات الهيئة لاستخدام جميع الآليات الدولية المتاحة للفت الانتباه إلى محنتهم.
وتشمل هذه الجهود مناصرة ودعم القرارات في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وفي الجمعية العامة، والتعاون مع المنظمات غير الحكومية الأخرى المعنية بحقوق الإنسان والتواصل مع وسائل الإعلام الدولية، إلى جانب تنسيق الحملات المختلفة ضد الانتهاكات ضد “الطائفة البهائية المسالمة وغير العنيفة في إيران” وفق تقرير للامعة يخص وضعهم في إيران.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت في أواخر 2018، قرارا يدعو طهران إلى وقف “مضايقة” و”ترهيب” و”التوقيف الاعتباطي” لأتباع أقليات دينية والإفراج عن بهائيين قالت إنه تم توقيفهم لانتمائهم الديني.
المصدر ؛ الحرة