‏حسب “رويترز “إيران أبلغت السعودية إن الحوثيين سيردون عليها في حال تم قصف طهران بتسهيلات لوجستية من المملكة.

 

✍️ خالد سلمان

ليس هناك ماهو إبتزاز فج أكثر من أن تحارب بغيرك، وتصنع البدائل ليخوضوا حرباً ليست حربهم ومن أجل مراكمة مكاسب ليست لهم.
‏إيران تعيد حساباتها وترتب أولويات من يخدم أمنها القومي الداخلي أكثر، وبالتالي ترمي بثقلها السياسي التسليحي لدعمه، وتحويله إلى مخلب قط بلا قرار وبلا سيادة ومرتهن في مواقفه لإملاء طهران ، وهنا يبرز الحوثي كجسم يملأ الفراغ الذي تركه حزب الله، جراء تقليص قوته إلى الثلث وماض عملية تصفيته عسكرياً، ليحل محله الحوثي ، فحزب الله مطلوب إيرانياً لديماغوجية الشعار ، وتوفير الغطاء للتمدد تحت عنوان محاربة إسرائيل ، في ما الحوثي هو الأكثر أهمية بما يتصل بأمن إيران وحماية مصالحها ، وترسيمها كطرف فاعل في مفاوضات تقاسم حصص المنطقة، ورسم خرائط النفوذ البديلة.
‏تتحرك إيران بخطين : تقديم نفسها بصاحبة الصوت العالي المناهض لإسرائيل ، وفي الخط الثاني تتحرك بواقعية وإن كانت في الغرف الموصدة ، حيث يمكن لها التنازل عن حزب الله ، مقابل الإمساك بالحوثي لموقعه المطل على الثروات والمضائق ، وثقل المصالح الدولية والإمريكية. على تخوم حدوده الجنوبية.
‏قول مسؤول إيراني لرويترز بجاهزية الحوثي لقصف منابع نفط السعودية، حال رد إسرائيل على طهران ، هو مجرد رأس جبل الجليد لما هو مناط بالحوثي من مهام ، تضع الجوار بأكمله تحت دائرة الخطر ، بتهديد الممرات والثروات وإختطاف أمن وسلام المنطقة.
‏هذه الإشارة العدائية تجاه الرياض ، تجبر صناع السياسة والقرار فيها ، على التماهي مع التوجهات الدولية لضرب إيران في اليمن ،بنزع أظافر الحوثي، وتحويله إلى مجرد لاعب محلي بلا إرتدادات إقليمية تهدد المحيط، بضرب قدراته الصاروخية وعتاده الثقيل ، وترك الخطوة اللاحقة أمام مفترقين : أما أن ينخرط في مسار التسوية بلا ميزة تفضيلية ، أو يتم إطاحته بتقوية شوكة خصومه عسكرياً ، وسد مكامن الضعف السياسي في الجبهة المضادة للحوثي ، وخوض معركة الإمساك بالأرض وفق تصورات سياسية متفق عليها مسبقاً.

من صفحة الكاتب على منصة X

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى