قمة شنغهاي.. الصين تستعرض نفوذها وحضور سياسي عالمي يرسم ملامح المرحلة المقبلة

قمة شنغهاي/ AFP

عين اخبار الوطن – CNBC

بزخم دبلوماسي وعسكري لافت، تستضيف الصين أكبر قمة تعقدها منظمة شنغهاي للتعاون في تاريخها بمدينة تيانجين الساحلية الشمالية، على مدار يومي الأحد والاثنين، بحضور أكثر من 20 زعيم دولة و10 رؤساء منظمات دولية، في محاولة لترسيخ دور المنظمة بمواجهة التحديات العالمية، والانقسام الجيوسياسي، وعدم اليقين الاقتصادي، والنزاعات التجارية.

بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم السبت 30 أغسطس/ آب، باستقبال قادة أجانب يصلون تباعاً إلى مدينة تيانجين، لحضور قمة “منظمة شنغهاي للتعاون”، وكان أنطونيو غوتيريش أول الشخصيات التي استقبلها الرئيس ‏الصيني، تلاه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وفقاً ‏لوسائل الإعلام الرسمية.‏

ويُنتظر عقد سلسلة من الاجتماعات الثنائية على هامش قمة منظمة ‏شنغهاي للتعاون المقررة يومي الأحد والاثنين في المدينة الساحلية، في محاولة لرسم ملامح المرحلة المقبلة في ظل التحديات العالمية السياسية والأمنية والاقتصادية، ما يحول القمة إلى منصةً فعالة لتعزيز التعاون المتعدد الأطراف في الأمن والتجارة والتبادلات الثقافية والاقتصادية.

ستعقد المنظمة ما يُوصف بأكبر قمة لها منذ إنشائها، في ‏ظل أزمات متعددة يشهدها أعضاؤها كالمواجهة التجارية بين ‏الولايات المتحدة والصين والهند والتوترات عبر مضيق تايوان ‏والحرب في أوكرانيا وأزمة الملف النووي الإيراني وغيرها من الملفات الساخنة.‏

حضور نوعي

 ومن المتوقع أن يحضر اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون نحو عشرين من رؤساء الدول والحكومات، إضافة إلى مسؤولين من منظمات دولية وإقليمية عدّة، ومن بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان والتركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وهذه أول زيارة لمودي إلى الصين منذ 2018. وتتنافس الدولتان، الأكثر تعداداً للسكان في العالم، على النفوذ في جنوب آسيا، وخاضتا اشتباكاً حدودياً عام 2020 أوقع قتلى.

بهذا الحضور الكثيف لدول تمثل ثقلاً اقتصادياً وسياسياً، سيحول القمة إلى منصة عالمية وواحدة من أهم الأنشطة للدبلوماسية على مستوى رؤساء الدول والحدث الدبلوماسي للصين هذا العام، بحسب وصف  مساعد وزير الخارجية الصيني ليو بين.

وتتتزامن اجتماعات المنظمة قبل أيام من عرض عسكري ضخم في بكين، الأربعاء المقبل، في الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية.

استعراض القوة

العرض العسكري الضخم لإحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، ستحاول بكين من خلاله استعراض بعض من أكثر أسلحتها تطوراً محلياً، بما في ذلك أكثر من 100 طائرة، وعدد كبير من الدبابات والصواريخ. ويُتوقع أن يشهد الحدث حضوراً رفيع المستوى، يتقدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إلى جانب قادة من جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى.

ويُسجَّل هنا الحضور الأوروبي المحدود، حيث سيشارك فقط الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، المعروف بقربه من موسكو، ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو.

وبينما ترسخ قمة شنغهاي مكانتها كمنصة للحوار والتنسيق الأمني والاقتصادي، يهدف العرض العسكري إلى إرسال رسائل رمزية حول القوة العسكرية الصينية ومكانتها العالمية، في لحظة تشهد فيها المنطقة والعالم إعادة رسم موازين القوى.

نموذج التعددية

وتعتبر بكين منظمة شنغهاي للتعاون نموذجاً للتعدّدية، وتضم منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء و16 دولة مراقبة أو شريكة، وتمثل وحدها ما يقرب من نصف سكان العالم ونسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (تضم دولاً تمثل نحو 60% من مساحة أوراسيا، ويقطن فيها حوالى نصف سكان العالم، أي حوالى 3.4 مليارات نسمة تقريباً)، وكثيراً ما توصف بأنها ثقل موازن لحلف شمال الأطلسي “ناتو”.

وتأسست المنظمة في 15 يونيو/حزيران عام 2001 بشنغهاي، من الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزيا وطاجيكستان وأوزبكستان، قبل أن تنضم الهند وباكستان وإيران، كما انضمت للمنظمة 14 دولة حتّى الآن بصفة “شريك حوار”، من ضمنهم عدد من الدول العربية مثل: مصر والسعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى