حرب اسرائيل على غزة ولبنان-نزع سلاح حزب الله بالقوة هل سيفجر حربا اهلية؟

✍️ أ د  / دحان النجار

قضية نزع سلاح حرب الله في لبنان قضية مزمنة لكنها تخضع لتوازن القوى في لبنان وفي الاقليم ، فبعد حرب اسرائيل على لبنان في عام ٢٠٠٦ كانت الكفة العسكرية والسياسية تميل لصالح حزب الله الذي تمكن من الفلات من القرار الدولي ١٧٠١ الذي الزمة بتسليم السلاح مقابل الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية.

انسحبت اسرائيل من الأراضي اللبنانية عدى مزارع شبعاء المختلف حول تبعيتها للبنان ام لسوريا وتراجعت الأطراف اللبنانية المتحمسة لنزع سلاح الحزب امام المعادلة الداخلية الجديدة التي ظهر فيها حزب الله قويا ومسنودا من قبل قطاع واسع من اللبنانيين ومن النظام السوري ومن النظام الإيراني.
اسرائيل منذ ذلك الحين حركت كل قدراتها وقنواتها وإمكانياتها الاستخباراتية تجاه حزب الله من اجل توجيه ضربة قاصمة له في الوقت المناسب وفرض شروط معادلة جديدة في لبنان والإقليم كله.
تلقى الحزب ضربات قاسية ومؤلمة اثناء حرب الإسناد لغزة الأخيرة ( كما يسميها) لم يسبق له ان تلقاها في تاريخة منذ تاسيسه وفقد ايضا اقرب حلفائه الاستراتيجيين وخلفيته الامنية وهو نظام الاسد في سوريا الذي سقط في نهاية العام ٢٠٢٤ تاركا الحزب يعاني من الانكشاف والحصار وهو الأمر الذي قاد اسرائيل والأطراف اللبنانية المناهضة للحزب والأطراف المناهضة اقليميا ودوليا الى استغلال ضعفه وفرض شروط جديدة- قديمة عليه لعل من اهمها نزع سلاحه.
الحزب تحت الضغوط الداخلية والخارجية في وضع حرج جدا فإن سلم سلاحه في ظروف كهذه فهذا يعني الاستسلام التام ومن يستطيع يتوقع كيف سيكون مصيره لاحقا في ظل املاء الشروط المذلة اسرائيليا ودوليا وداخليا، وان تمرد على هذه الشروط فستكون المواجهة على الابواب وقد تكون هذه المرة مؤلمة له اكثر وكل خياراته اصبحت صعبة.
حزب الله لا زال يمثل معادلة اقليمية حتى وان كانت هذه المعادلة في وضع صعب مع محاصرة ايران التي لم تفقد نفوذها بعد في المنطقة لانها لا زالت تقدم الدعم المادي والمعنوي لفصائل المقاومة من وجهة نظرها في لبنان وفلسطين واليمن ونتيجة لذلك تنسيق المواقف النسبي معها بما في ذلك الموقف من تسليم سلاح حزب الله.
اسرائيل لا زالت تحتل قرى لبنانية وتوجه ضربات لحزب الله خلافا لما نص عليه القرار ٢٧٠١ متزامنة مع ضغوط أمريكية ولبنانية على الحزب لتسليم سلاحه او بالاصح نزع سلاحه وهو الامر الذي لايستطيع القبول به لانه يمثل خطوة انتحارية بالنسبة له.
لبنان دولة رخوة ويستبعد ان يستطيع الجيش اللبناني تجريد كل الأطراف من السلاح والقيام بمهامه السيادية على اكمل وجه واول من يضعف سلطته هي الإملاءات والتدخلات الاسرائيلية المستمرة في البلاد.
لا شك بان الدفع بتجريد الحزب من سلاحه دون ضمانات قد يقود الى تفجير الحرب الاهلية في لبنان من جديد وهو ما تسعى اليه إسرائيل وقد حانت الفرصة المنتظرة لذلك فهل يقبل الجيش اللبناني بان يكون هو أدات تفجير الوضع الداخلي؟
الحكومة والجيش اللبناني تحت ضغوط داخلية وخارجية كبيرة للتسريع بنزع سلاح حزب الله لكنه يعي المخاطر من نزع غير متفق عليه يقود الى تفجير الحرب الاهلية ولذلك لازال متعقلا في الأمر مقاوما للضغوط الخارجية المتسرعة لكن إلى اي مدى سيقاوم هذه الضغوط هذا ما سوف توضحة الايام القادمة . اما حزب الله بالرغم من الوضع الامني والسياسي الصعب الذي يعيشه فمن المستبعد ان يقبل بنزع سلاحه دون تفاهمات وترتيبات امنية وسياسية لبنانية داخلية وضمانات دولية تمنع تمادي اسرائيل في انتهاك سيادة لبنان والاستمرار في توجيه الضربات المتتالية لقواته العسكرية ولجمهوره وللسيادة اللبنانية.
خيار تفجير لبنان داخليا ليس مستبعدا وليس مستبعدا ايضا ان يجد الجيش والحكومة البنانية وحزب الله الوسيلة المثلى لحل الخلاف بتقديم التنازلات حفاظا على السلم الاهلي وتجنب الحرب الاهلية التي لن تكون لمصلحة احد وفقط في مصلحة اسرائيل.
د.دحان النجار القاهرة ٨ سبتمبر ٢٠٢٥.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى