صحفي حوثي: سأبوح لكم بالسر، هذا ما يخشاة الحوثيين من الرئيس (علي عبدالله صالح)

✍️ محمد عايش

لن يستطيع الحوثيون نسيان الرئيس علي عبد الله صالح أبدا.

أولاً: خوفاً من رمزيته وشعبيته التي تتجذر يوما بعد يوم وإمكانية أن يصبح عهده، وتركته السياسية؛ مشروعاً وطنيا ينهي وجودهم في اليمن؛

وذلك أمر ممكن فالرئيس صالح كان آخر وأهم تطور طبيعي للنظام “الجمهوري”؛ وفي عهده انتقلت البلاد إلى نظام المشاركة العامة والتمثيل المتساوي والديمقراطية والتعددية والانتخابات والحريات العامة والخاصة (أي أكبر إنجازات اليمنيين على الإطلاق، رغم بعض هشاشة اعترتها أو فساد) وهي جميعا النقيض الوجودي للأيديولوجيا القائمة على الاصطفاء والاستبعاد، والتمييز العرقي الذي لم يتحرجوا حتى عن النص عليه بقانون فرضوه (قانون الخمس).

إن كل نضالٍ يمني ضد جماعة “الخمس” الآن أو غداً، لن يكون هدفه، بأكثر من معنى، إلا العودة باليمن إلى ماكانت عليه في عهد الرئيس صالح، أي إلى دولة “المواطنة المتساوية”؛ الدولة التي تنظر إلى جميع رعاياها بعين واحدة، دولة الاقتراع لا دولة الولاية، دولة “الحق للجميع” في السلطة والثروة لا دولة “الحق العرقي” في الحكم والثراء، دولة الفرص السياسية والوظيفية المتكافئة لا دولة السيد والمسود، دولة الحريات العامة والخاصة لا دولة الرقابة على “اللولب” و”المانكان”، دولة الخدمات والمرتبات لا دولة الجبايات والنهب والمصادرة.

ويقولون دوما إن معظم تلك القيم كانت مجرد شعارات. حسنا، وجدلاً: لقد كانت شعارا وواقعا هشاً كما يزعمون، سعى اليمنيون بمختلف مشاربهم النضالية إلى تطبيقها بنزاهة وتثبيت دعائمها بشكل نهائي. أما الجماعة فلا شعار ولا تطبيق، فضلا عن كون الديمقراطية والتعددية والحريات لديهم “مؤامرة غربية” كما تنص الملازم وضوحاً لا مواربة.

 

لايهم الحوثيين فساد صالح ولا كل التهم التي يختلقونها ويرمونه بها، بدليل أنهم يوظفون الآن بعضا من الفاسدين واللصوص في عهده. لستر عورات كبار فاسديهم ومفسديهم وبدليل أيضا أن حجم فسادهم خلال سبع سنوات أنسى الناس فساد 33 عاما الذي لا وجه لمقارنته بفسادهم الذي صار مقلقا ومزعجا للداخل والخارج؛ كلما يهمهم هو أن ينسى الناس عهده كلياً، وبالذات عهد “الحرية” و “الكل سيد نفسه”..

ولا عدو للجماعة أخطر، ولا أكثر مقتاً، من “الحرية”.

كان الرئيس صالح مجرد يمني يختلف الناس ويتفقون حوله، لم يزعم انه “قديسا” ولا “علماً” من “أعلام الهدى” بل كان يردد أنه خادم للشعب وبشر يخطئ ويصيب، وهذا من حسن حظه وحظ اليمنيين، من حسن حظه وحظهم لأنه الآن، تجربةً نهضوية عظيمة مقارنة بشحة الموارد؛ وتركةً سياسية، هو الأمثولة الوحيدة، القريبة والطرية، لابن “الأرض” في مواجهة من يزعمون أنهم أبناء “السماء”. ولن تتوقف المقارنة يوما بين ما كان كل “إنسان” يمني عليه في عهده وبين ما أصبح عليه في عهد من لا يعترفون بإنسانية الإنسان فضلا عن حريته.. أو مرتبه.

كتبه/ محمد عايش

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى